• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

معنى [أن] الزائدة في القرآن

معنى [أن] الزائدة في القرآن
هناء الشنواني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/11/2011 ميلادي - 6/12/1432 هجري

الزيارات: 56264

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

معنى [أن] الزائدة في القرآن

 

موضوع الألفاظ الزائدة في اللغة العربية قُتِل درسًا في كُتب القدامى والمُحدثين؛ سواء في كتب النحو، أو اللغة، أو التفاسير، ويوجد بحثٌ مستفيض عن (أن) الزائدة[1] بما لا يدَع مجالاً للزيادة فيه، لذلك سأقصر القول عن معنى (أن الزائدة في القرآن الكريم) التي لا خلاف في زيادتها، معتمدة في ذلك على تفسير القرآن بالقرآن، ثم الشعر العربي القديم، وأبدأ بالكلام عن السياق أولاً، ثم تفسير الآيات التي ذُكِرت (أن) فيها زائدة بلا خلاف، وفَسَّرت القرآن بالقرآن؛ لأنه كلام لا يَأْتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ثم نَماذج من الشعر الجاهلي، وأتيتُ بالشعر في المرتبة الثانية؛ لأن الشاعر ربما أتى بكلمة متأثِّرًا بالتطوُّر اللغوي، فيأتي بها في مرحلة من مراحلها المتقدِّمة وقد اعتَرَاها تغيُّر: من تخصيص، أو تعميم، أو نَقْل في الدلالة، أو تُصبح زائدة؛ للتأكيد، أو لتحسين اللفظ، أو لإقامة وزن، فالكلمة تبدأ بمعنى محدَّد لعلَّة ما، ثم بعد ذلك قد تَفْقد معناها من كثرة الاستخدام، أو تُستخدم بمعنى التأكيد، مثل: لفظ "والله"، الآن فَقَدت دلالة القسم، وأصبَح معناها "حقًّا"[2].


ومثال ذلك في اللغة العاميَّة المصرية قولهم: ما لقيتش حاجة، كلمة: "ما لقيتش"؛ أي: ما لقيت شيئًا، فالمعنى تام ولا حاجة لكلمة "حاجة"، ولكن أصبحنا نستخدم كلمة "شيء" في آخر الكلمة، وكأنها منها في كلمة "ما لقيتش، وما شفتش... إلخ"، أو قد تبدأ الظاهرة اللغوية لعلَّة خاصة، ثم تُعَمَّم وتسود؛ كما قال الأصمعي: "يقال: جاحَشته، وجاحسته، وجاحَفته، إذا زاحَمته، وقال: بعض العرب يقول للجحاش في القتال: الجحاس، وأنشدَ لرجل من بني فَزارة: والضرب في يوم الوغى الجحاس"[3].

 

ويُفهم من كلامه أنه يوجد ترادُف بين الجحاش والجحاس في المزاحمة، ولكنَّ الجحاش خاص بالمزاحمة في القتال، ثم من العرب مَن استخدَم الجحاس في معناه.

 

دور السياق في تحديد المعنى:

السياق يمثِّل حجر الأساس في علم الدلالة، وبعض اللغويين يقولون: إن الكلمات لا معنى لها على الإطلاق خارج مكانها في النَّظم؛ وذلك لأنَّ السِّياق يَشمل الكلمات والجمل السابقة واللاحقة للكلمة، ويشمل القطعة كلها والكتاب كله، وكلَّ ما يتَّصل بالكلمة من ظروف وملابسات، والعناصر اللغوية المتعلِّقة بالمقام الذي نَنطق فيه الكلمة لها أيضًا أهميَّتها[4].

 

ولقد تعرَّض ابن جني لسياق الحال وتعلُّقه بالدلالة في مسائل الحذف في قولهم: "سير عليه ليلٌ"، وهم يعنون ليلاً طويلاً؛ قال: وقد حُذِفت الصفة، ودلَّت عليها الحال[5].

 

وقد تجلَّى اعتماد المنهج السياقي أكثر ما تجلَّى في تفسير القرآن بالقرآن، ولَمَّا كانت دلالة السياق من أهم القرائن التي تدل على مراد المتكلِّم، وإثبات المعنى المراد دون غيره، فإن المفسرين اهتموا بمنهج السياق، واعتبروا كلَّ قولٍ لا يؤيِّده السياق لا عِبرة به، ولا يُعَوَّل عليه.

 

يقول الشاطبي: "المساقات تختلف باختلاف الأحوال والأوقات والنوازل، فالذي يكون على بالٍ من المستمع والمتفهِّم، والالتفات إلى أوَّل الكلام وآخره، بحسب القضيَّة وما اقتضاه الحال فيها، لا يُنظر في أوَّلها دون آخرها، ولا في آخرها دون أوَّلها، فإنَّ القضية وإن اشْتَمَلت على جُمل، فبعضها متعلِّق بالبعض؛ لأنها قضيَّة واحدة، نازلة في شيء واحد، فلا مَحيص للمتفهِّم عن ردِّ آخر الكلام على أوَّله، وأوَّله على آخره، وإذ ذاك يحصل مقصود الشارع في فَهم المكلَّف، فإن فرَّق النظر في أجزائه، فلا يتوصَّل به إلى مراده، فلا يصحُّ الاقتصار في النظر على بعض أجزاء الكلام دون بعض"[6].

 

(أن) الزائدة في سورة العنكبوت:

جاءتْ "أنَّ" الزائدة ثلاث مرات في القرآن في سورة يوسف والقصص والعنكبوت، ولكن سأبدأ بالعنكبوت؛ لأنها قد فسرت في نفس السورة، قال تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ * وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ * قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 30 - 33].

 

نلاحظ أنَّ الآية الخاصة بسيدنا إبراهيم تُشبه الآية الخاصة بسيدنا لوط، ولقد ذكَر تعالى مجيء رُسله سيدنا إبراهيمَ بالبشرى، فيكون لفظة (أن) في آية مجيء رُسله تعالى سيدنا لوطًا في مقابل كلمة (بالبشرى)، ولأن (أن) كما قال ابن هشام: هي ضمير على قول الجمهور: إن الضمير هو (أن)، والتاء حرف خطاب[7] .


وذكَر د. محمد عبدالخالق عضيمة في كتاب "دراسات لأسلوب القرآن الكريم": أنه في آيات كثيرة صلَح المصدر المؤول من أن يكون على تقدير حرفين أو أكثر من حروف الجر، ومثاله قوله تعالى: ﴿ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ ﴾ [البقرة: 232]، واحتمَل الكلام تقدير "من" أو "عن"، وذكَر آيات أخرى يقدَّر فيها حرف الجر "من" أو "إلى"[8].

 

فـ(أن) ضمير، وإن كانت خاصة بالمخاطب، فلعلَّها في لغة قديمة كانت عامة بالمخاطب والغائب، أو في لغة أخرى كانت خاصة بالغائب؛ لأنَّ معناها في الآية: (فلمَّا به جاءت رُسلنا لوطًا)، وحرف الجر كما تقدَّم من الممكن أن يقدَّر فيها، وإذا قرأنا الآيات قبلها، دلَّ على أن الضمير عائد على كلمة النصر، فلقد دعا سيدنا لوط ربَّه، فقال: ﴿ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ﴾، ثم جاء بعدها ذكر إبراهيم - عليه وعلى نبيِّنا السلام - ثم قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴾، وقولهم: ﴿ لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ ﴾ يُفَسِّر أنهم جاؤوا بالنصر، وإذا قارَنَّا هذه الآية بالآية في سورة هود وقوله تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴾ [هود: 77]، سنجدها مبتدَأَةً بذِكر لوط، ليس قبلها دعاؤه كما في سورة العنكبوت، وبعد هذه الآية وصْفٌ لحالة سيدنا لوط، وليس فيها بشارة الملائكة مباشرة كما في العنكبوت، فسياق الآيات يدلَّ على أنَّ (أنْ) معناها (به)؛ أي: بالنصر، والضمير يُعْرَف من السياق، فالملائكة جاؤوا سيدنا إبراهيم بالبشرى، وجاؤوا سيدنا لوطًا بالنصر الذي طلَبَه من الله من قبلُ؛ كما جاء في الآية قبلها: ﴿ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ﴾.

 

(أن) الزائدة في سورة يوسف:
قال تعالى: ﴿ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ * وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ * قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ * فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 93- 96].

 

على اعتبار أنَّ معنى (أن) به كما لاحَظْنا في سورة العنكبوت، فالسياق يجعل الضمير يعود على القميص، فيكون المعنى: فلمَّا بالقميص جاء البشير، ألْقَاه على وجهه، ويكون المعنى مستقيمًا.

 

(أن) الزائدة في سورة القصص:

قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ﴾ [القصص: 19].


وعلى اعتبار معنى (أن): به، سنجد المعنى هو: (فلمَّا بالعصا أراد أن يبطشَ بالذي هو عدوٌّ لهما)، والدليل على أنَّ الضمير راجع إلى العصا، قول الرجل لموسى - عليه وعلى نبيِّنا أفضل السلام -: أتريد أن تَقتلني كما قتَلت نفسًا بالأمس؟ فكلمة (كما) تُفيد: كمثل الطريقة التي قَتَل بها الرجل من قبلُ؛ أي: بالعصا؛ لأن موسى ضرَبه بالعصا كما قال قتادة[9] ، وقال بعض المفسرين: فوكَزه بعصاه، قال المفضَّل: هذا غلط؛ لأنه لا يُقال: وَكَزه بالعصا[10]، ولقد جاءفي لسان العرب: وكَز: وقيل: وكَزَه بالعصا.


نتيجة:
أتى لفظ (أنْ) بمعنى ضمير غائب غير عاقل في الآيات الثلاث مع تقدير حذف حرف الجر الباء: بالنصر، وبالعصا، وبالقميص.


نماذج من الشعر العربي القديم:
بعد لَمَّا:

قال زهير بن أبي سُلمى [11]:

تَحَمَّلَ أَهْلُهَا عَنْهَا فَبَانُوا
عَلَى آثارِ مَنْ ذَهَبَ الْعَفَاءُ
كَأَنَّ أَوَابِدَ الثِّيرَانِ فِيهَا
هَجَائِنُ فِي مَغَابِنِهَا الطِّلاءُ
فَلَمَّا أَنْ تَحَمَّلَ آلُ لَيْلَى
جَرَتْ بَينِي وَبَينَهُمُ الظِّبَاءُ[12]

 

والمعنى: فلمَّا عنها تحمَّل أهلُ ليلى؛ لأنه ذكَر ذلك في البيت الذي يَسبق ما قبله.

 

قال النابغة الذبياني[13]:

فَصَبَّحَهُ كِلابُ بَنِي فُقَيْمٍ
بِجَنْبِ الرَّدْهِ مِنْ جُدَدٍ كِفَاحَا
فَلَمَّا أَنْ تَبَيَّنَ ضَارِيَاتٍ
وَكَلاَّبًا يَعِنُّ بِهِنَّ شَاحَا
فَلَمَّا أَنْ دَنَوْنَ لَهُ تَأَيَّا
وَلَوْلاَ بَأْوُهُ لَجَرَى طِمَاحَا
فَسُرْنَ عَلَيْهِ غَيْرَ مُسِرِّ ذُعْرٍ
فَلَمَّا أَنْ بَهَشْنَ الشَّيْحَ شَاحَا[14]

 

فلمَّا أن تبيَّن؛ أي: فلمَّا تبيَّنها ضاريات؛ أي: وصْف للكلاب قبلها، ولَمَّا أن دَنَوْنَ؛ أي: دَنَونَ منه؛ لأن (له) بعدها ليستْ متعلقة بـ(دنون)، وإنما متعلقة بـ(تأيَّا)؛ أي: تَمَهَّل له، ولَمَّا أنْ بَهَشْنَ؛ أي: أخَذْنَه.

 

وقال أوس بن مغراء السعدي[15]:

وَحِمْيِرَ ثُمَّ سَارُوا فِي لُهَامٍ
عَلَى جُرْدٍ جَمِيعًا قَادِرِينَا
فَلَمَّا أَنْ أَتَوْنَا لَمْ نُكَذِّبْ
وَلَمْ نَسْأَلْهُمُ أَنْ يُمْهِلُونَا[16]

فلمَّا أنْ أتَوْنا؛ أي: أتونا بالجيش أو بالخيل.

 

وقال الأعشى الكبير[17]:

أَلَمْ تَرَوْا إِرَمًا وَعَادًا
أَوْدَى بِهَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ
بَادُوا فَلَمَّا أَنْ تَآدَوْا
قَفَّى عَلَى إِثْرِهِمْ قُدَارُ
وَأَهْلُ غُمْدَانَ جَمَّعُوا
لِلدَّهْرِ مَا يُجْمَعُ الْخِيَارُ

وجاء في لسان العرب: آدى الرجل، فهو مؤْدٍ:؛ أي: أخَذ للدهر أداةً: من العُدة.


والليل والنهار عند العرب هما الدهر، والسياق يُثبت ذلك، فمعنى (فلمَّا أن تآدوا)؛ يعني: لَمَّا استعدوا له؛ أي: للدهر، وهو الليل والنهار في البيت قبله، فيكون المعنى: فلمَّا له تآدوا، وتكون أن بمعنى (له).

 

وفي القرآن الكريم جاءت "به" بمعنى "له" في قوله تعالى: ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ﴾ [الأعراف: 123]، وقوله تعالى: ﴿ قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ﴾ [الشعراء: 49].


ولقد ذكَر العالم أحمد البلغيثي في كتابه "معاني حروف الجر" أن من معاني "اللام" "الباء"، وذكَر الحديث الذي جاء في الموطَّأ والصحيحين عن سويد بن النعمان أنه قال: خرَجنا مع رسول الله ‏- صلى الله عليه وسلم - ‏‏عام "‏خيبر"، ‏حتى إذا كنا ‏بالصهباء، ‏صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ‏العصر؛ أي: صلَّى بنا[18].

 

بعد إذا:

قول الشاعر[19]:

فَأَمْهَلَهُ حَتَّى إِذَا أَنْ كَأَنَّهُ ♦♦♦ مُعَاطِي يَدٍ فِي لُجَّةِ الْمَاءِ غَارِفُ

جاء في "المغني" غامر، وهي خطأ.

 

وهو من قصيدة فائيَّة لأوس بن حجر[20]، وقبلها قال:

فَأَوْرَدَهَا التَّقْرِيبُ وَالشَّدُّ مَنْهَلاً
قَطَاهُ مُعِيدٌ كَرَّةَ الْوِرْدِ عَاطِفُ
فَلاقَى عَلَيْهَا مِنْ صُبَاحَ مُدَمِّرًا
لِنَامُوسِهِ مِنَ الصَّفِيحِ سَقَائِفُ
فَأَمْهَلَهُ حَتَّى إِذَا أَنْ كَأَنَّهُ
مُعَاطِي يَدٍ فِي جَمَّةِ الْمَاءِ غَارِفُ

 

فالحمار وأتانه نزلا بعين ماء، فأمْهَله الصيَّاد، حتى دخل عينَ الماء ليشربَ من جَمَّة الماء، وهو: ما ارتفَع منه، حتى إذا كان في عين الماء كأنَّه....، (فأنْ) بمعنى: فيها، ومن معاني "في" الباء؛ يعني: بها أو فيها.

 

بين القسم ولو:

وقال المسيب بن علس[21]:

فَأُقْسِمُ أَنْ لَوِ الْتَقَيْنَا وَأَنْتُمُ ♦♦♦ لَكَانَ لَكُمْ يَوْمٌ مِنَ الشَّرِّ مُظْلِمُ

 

وقبلها:

لَعَمْرِيْ لَئِنْ جَدَّتْ عَدَاوَةُ بَيْنَنَا ♦♦♦ لَيَنْتَحِيَنْ مِنِّي عَلَى الْوَخْمِ مَيْسَمُ

 

وبعدها بعدَّة أبيات:

أَلاَ تَتَّقُونَ اللهَ يَا آلَ عَامِرٍ ♦♦♦ وَهَلْ يَتَّقِي اللهَ الأَبَلُّ المُصَمِّمُ [22]

 

فيكون معنى (أن)؛ إمَّا ضميرًا يعود على لَعَمري؛ أي: فَأُقسم به، أو على إضمار نيَّة القسم بالله، فَأُقسم بالله.

 

وقد قال زهير:

فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الَّذِي طَافَ حَوْلَهُ ♦♦♦ رِجَالٌ بَنَوْهُ مِنْ قُرَيْشٍ وَجُرْهُمِ[23]

 

المراجع:

• أن الزائدة عند النحويين والمفسرين: مواضعها، ومعناها، وأحكامها؛ أ .د حسن محمود هنداوي، مجلة البحوث والدراسات القرآنية، العدد الأول.

• ديوان زهير بن أبي سلمى.

• الأمالي؛ لأبي علي القالي.

• أبحاث في اللغة؛ د: أحمد سليمان.

• مغني اللبيب؛ لابن هشام.

• معاني حروف الجر؛ لأحمد البلغيثي.

• ديوان شعر الأيام؛ د عفيف عبدالرحمن.

• ديوان النابغة الذبياني.

• دراسات لأسلوب القرآن الكريم؛ د: محمد عبدالخالق عضيمة.

• الموافقات؛ للشاطبي.

• الأعلام؛ للزركلي.



[1] أن الزائدة عند النحويين والمفسرين: مواضعها، ومعناها، وأحكامها؛ أ .د حسن محمود هنداوي، مجلة البحوث والدراسات القرآنية، العدد الأول.

[2] محاضرات؛ أ. د/ طاهر حمودة، جامعة الإسكندرية.

[3] الأمالي؛ لأبي علي القالي، 2/ 125.

[4] أبحاث في اللغة د. أحمد سليمان، ص 47.

[5] السابق، ص 48.

[6] الموافقات، ج 3، ص 413.

[7] مغني اللبيب، ج 1، ص 26.

[8] دراسات لأسلوب القرآن الكريم، ج1 ص 450.

[9] مجمع البيان في تفسير القرآن؛ للطبرسي.

[10] التفسير الكبير؛ الرازي.

[11] ت 13 ق .هـ من مُزينة؛ الأعلام.

[12] ديوان زهير بن أبي سلمى، ص 58 - 59.

[13] ت 18 ق .هـ من أهل الحجاز؛ الأعلام.

[14] ديوان النابغة الذبياني، ص 215 - 216.

[15] ت 55 هـ من تميم؛ الأعلام.

[16] ديوان شعر الأيام؛ تحقيق د. عفيف عبدالرحمن، ص 63.

[17] ت 7 هـ من اليمامة؛ الأعلام.

[18] معاني حروف الجر، ص 49.

[19] أوس بن حجر، ت 2 ق .هـ، تميمي؛ الأعلام.

[20] حاشية المغني؛ للشيخ محمد الأمير، ج1، ص 33.

[21] شاعر جاهلي، وهو خال الأعشى ميمون؛ الأعلام.

[22] http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&file=print&qasno=70096

[23] ديوان زهير بن أبي سلمى، ص 14.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الفرق بين الفاء والواو في سورة يوسف

مختارات من الشبكة

  • العلم بالركعة الزائدة أثناءها(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • الحمل على المعنى في اللغة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الصرف بين معاني القرآن للفراء ومعاني القرآن للأخفش(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة معاني القرآن (إعراب القرآن ومعانيه)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • عقدة المثالية الزائدة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الحماية الزائدة وأثرها على الأطفال(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • علاقة العصبية الزائدة بنقص الفيتامينات(استشارة - الاستشارات)
  • جدية الزوج الزائدة(استشارة - الاستشارات)
  • حساسية الخاطب وغيرته الزائدة(استشارة - الاستشارات)
  • مشكلة النحافة الزائدة(استشارة - الاستشارات)

 


تعليقات الزوار
2- كتب
زائر - مصر 22-11-2012 06:15 PM

كتاب الجنى الداني للمرادي بعد كل حرف يذكر الأحرف الزائدة في القرآن الكريم ومعناها

1- كتب عن حروف الزيادة فى القرآن وإعرابها
أخوكم أبو عبد الحافظ - مصر 12-11-2012 11:34 PM

أنا أخوكم أبو عبد الحافظ من عشاق العربية وثمرة فؤادي هو القرآن نريد معرفة حروف الزيادة بتسلسل السور

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب